إنستغرام، بصفته أحد أشهر المنصات الاجتماعية في العالم، يسعى دائمًا لتحديث وإضافة ميزات جديدة بهدف تحسين تجربة المستخدم وزيادة تفاعل المستخدمين. في هذا السياق، كشفت الشركة مؤخرًا عن العديد من الميزات المبتكرة، من أهمها ميزة “إعادة النشر” (Repost) وإمكانية “مشاركة الموقع الجغرافي” الجديدة. تمنح هذه التحديثات المستخدمين فرصة للتواصل بطرق أكثر ابتكارًا مع المحتوى وأصدقائهم، وتفتح آفاقًا جديدة لاكتشاف المحتوى.
ميزة Repost: إعادة نشر المحتوى بذكاء أكبر
كشف إنستغرام عن عدة ميزات جديدة، من أهمها خاصية Repost. هذه الميزة الجديدة، التي تعمل بشكل مشابه لإعادة التغريد (Retweet) في X (تويتر سابقًا)، تسمح للمستخدمين بإعادة نشر منشورات ومقاطع ريلز العامة للآخرين. كما ستظهر المنشورات التي أعيد نشرها بهذه الطريقة في خلاصة متابعيك وأصدقائك، وقد تم تخصيص تبويب جديد ومنفصل لها في ملفك الشخصي.
تحمل هذه الميزة أهمية كبيرة في زيادة وضوح المحتوى وتقوية مجتمعات المستخدمين. باستخدام Repost، يمكن للمستخدمين بسهولة عرض المحتوى الذي تفاعلوا معه لجمهورهم. وهذا لا يساعد فقط في انتشار المحتوى عالي الجودة، بل يسمح أيضًا لمنشئي المحتوى بالوصول إلى جماهير جديدة خارج دائرة متابعيهم الحالية وزيادة تفاعلاتهم. بالنسبة للشركات والمؤثرين، يمكن أن تكون Repost أداة قوية للحملات الإعلانية، وعرض المحتوى الذي ينشئه المستخدمون (UGC)، والترويج المتبادل.
يضيف استخدام Repost طبقة من المصداقية والأصالة إلى مشاركة المحتوى. يمكن للمستخدمين، عن طريق إعادة نشر محتوى استمتعوا به بالفعل أو وجدوه مفيدًا، أن يؤكدوا صلاحيته بطريقة ما. على عكس المشاركة في القصص التي تكون مؤقتة، تعرض هذه الطريقة المحتوى المعاد نشره بشكل دائم في ملف تعريف المستخدم وفي تبويب مخصص، مما يساعد في الوصول إلى المحتوى على المدى الطويل وبشكل أكثر تنظيمًا.
وفقًا لتوضيحات إنستغرام، عند استخدام Repost، ستظهر المنشورات التي أعدت نشرها في ملفك الشخصي مع ذكر المصدر الأصلي. لذلك، عندما يتم إعادة نشر مقطع ريلز أو منشور عام خاص بك بواسطة آخرين، سيتم اقتراح محتواه لمتابعي ذلك الشخص، حتى لو لم يتابعوك. يقول إنستغرام إن هذه الميزة هي «فرصة جديدة للوصول إلى جمهور أوسع». بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين أيضًا، بعد النقر على أيقونة Repost، إضافة ملاحظة قصيرة في الفقاعة الفكرية المعروضة للتعبير عن رأيهم حول المحتوى المعاد نشره.

Instagram Map: تجربة جديدة لمشاركة الموقع الجغرافي
الميزة الجديدة الأخرى في إنستغرام هي إمكانية مشاركة الموقع الجغرافي باسم “Instagram Map”، وهي مشابهة لما هو موجود في سناب شات. باستخدام هذه الميزة، يمكن للمستخدمين مشاركة موقع نشاطهم الأخير مع أصدقاء محددين. هذه الميزة معطلة افتراضيًا، ويمكن للمستخدمين أيضًا إيقاف تشغيلها في أي وقت أو الامتناع عن مشاركة الموقع في أماكن معينة أو مع أشخاص محددين.
الجانب الأهم في هذه الميزة الجديدة هو تركيز إنستغرام على الخصوصية والتحكم من جانب المستخدم. أكدت المنصة أن المستخدمين يتمتعون بالتحكم الكامل في معلومات موقعهم الجغرافي. تتيح هذه المرونة للمستخدمين استخدام الميزة براحة بال، دون القلق بشأن الكشف غير المقصود عن معلومات موقعهم. يعزز هذا النهج في التصميم الثقة بين المنصة والمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل خريطة إنستغرام كأداة لاكتشاف المحتوى. يمكن للمستخدمين رؤية المحتوى الموسوم بالموقع الجغرافي، بما في ذلك المنشورات، الريلز، القصص، وملاحظات الأصدقاء المشتركين، على الخريطة، بغض النظر عما إذا كانوا قد شاركوا موقعهم مع الآخرين أم لا. سيكون هذا المحتوى متاحًا لمدة 24 ساعة. توفر هذه الميزة طريقة بصرية وقائمة على السياق لاستكشاف أنشطة الأصدقاء واكتشاف نقاط اهتمام جديدة.
تضيف هذه الميزة خريطة إلى الجزء العلوي من قسم الرسائل المباشرة في إنستغرام، وهي متاحة حاليًا في الولايات المتحدة فقط وستُفعّل قريبًا في بلدان أخرى. يشير هذا الطرح المرحلي إلى أن إنستغرام يهدف إلى جمع الملاحظات الأولية وتطبيق التحسينات اللازمة قبل التوسع العالمي. تساعد هذه الاستراتيجية في تطوير الميزة بشكل أكثر تكاملاً ونجاحًا.


تبويب “الأصدقاء” في الريلز: اكتشاف محتوى الأصدقاء
أخيرًا، أضاف إنستغرام تبويبًا جديدًا باسم Friends إلى قسم الريلز، والذي يعرض المحتوى العام الذي تفاعل معه الأصدقاء أو الاقتراحات الناتجة عن ميزة Blend. تساعد هذه الميزة المستخدمين على معرفة مقاطع الريلز التي تفاعل معها أصدقاؤهم أو نوع المحتوى الذي ينتجونه.
يُحدث هذا التبويب الجديد في الريلز تحولًا في طريقة اكتشاف المحتوى على إنستغرام. فبدلاً من الاعتماد فقط على خوارزميات الاقتراح، يمكن للمستخدمين الآن، من خلال دائرتهم الاجتماعية، الوصول إلى المحتوى الذي وجده أصدقاؤهم جذابًا وذا صلة. يوفر هذا النهج تجربة مشاهدة للريلز أكثر شخصية وموثوقية، ويساعد المستخدمين على العثور بسرعة على المحتوى الذي من المرجح أن ينال إعجابهم.
يساهم تبويب “الأصدقاء” أيضًا بشكل كبير في تقوية الروابط الاجتماعية. من خلال مشاهدة مقاطع الريلز التي تفاعل معها أصدقاؤك، يمكنك بسهولة الانخراط في المحادثات، وبناء تجارب مشتركة، والتعرف على اهتمامات بعضكم البعض. تعزز هذه الميزة شعور المجتمع على المنصة وتشجع المستخدمين على المشاركة بنشاط أكبر في إنتاج المحتوى ومشاركته، لأنهم يعلمون أن أصدقائهم يمكنهم اكتشاف أعمالهم بسهولة.
ميزة الأصدقاء، التي تم تقديمها في وقت سابق من العام، تم إطلاقها الآن عالميًا. يشير هذا الانتشار الواسع إلى التزام إنستغرام بتوفير الأدوات التي تمكن المستخدمين من التواصل بشكل أكثر جدوى مع بعضهم البعض ومع المحتوى الذي يفضلونه. من خلال هذا التبويب الجديد، يتجه إنستغرام نحو تحويل اكتشاف المحتوى إلى تجربة اجتماعية وجذابة أكثر.
الخلاصة
يمثل إطلاق ميزات Repost، وInstagram Map، وتبويب “Friends” في الريلز، نهج إنستغرام الديناميكي في الاستجابة لاحتياجات وسلوكيات المستخدمين المتغيرة. يتمتع Repost، كأداة لإعادة نشر المحتوى بذكاء، بإمكانات عالية لزيادة الوصول إلى المحتوى وانتشاره الفيروسي، مع الحفاظ على احترام المصدر الأصلي. تمنح هذه الميزة المستخدمين القدرة على العمل كمحررين للمحتوى لمتابعيهم، وإعطاء المحتوى عالي الجودة فرصة أكبر للظهور.
تضيف ميزة Instagram Map، مع التركيز على الخصوصية وتحكم المستخدم، طبقة جديدة من التفاعل المكاني إلى المنصة. لا تمكّن هذه الميزة المستخدمين من مشاركة مواقعهم مع أصدقاء محددين فحسب، بل تساعد أيضًا في اكتشاف المحتوى القائم على الموقع والتفاعلات الإقليمية. من خلال توفير خيارات دقيقة للتحكم في الخصوصية، يستجيب إنستغرام لمخاوف المستخدمين بشأن مشاركة المعلومات الشخصية ويكسب ثقتهم.
يعمل تبويب “Friends” في الريلز، من خلال إبراز تفاعلات الأصدقاء مع المحتوى، على الارتقاء بتجربة اكتشاف الريلز إلى مستوى أكثر شخصية واجتماعية. تسمح هذه الميزة للمستخدمين بالعثور بسرعة على المحتوى ذي الصلة والمفضل لدى أصدقائهم، ومن خلاله تعزيز روابطهم. من خلال هذه التحديثات، لا يواصل إنستغرام التنافس مع المنصات الأخرى فحسب، بل يسعى أيضًا إلى إنشاء نظام بيئي أكثر ديناميكية وجاذبية لإنتاج واستهلاك المحتوى.
إجمالاً، تدفع هذه التحديثات إنستغرام نحو منصة أكثر شمولاً وذكاءً، حيث يصبح اكتشاف المحتوى، والتفاعلات الاجتماعية، والتعبير عن الذات ممكنًا بطرق جديدة وأكثر جاذبية. من المتوقع أن تُثري هذه الميزات تفاعلات المستخدمين اليومية وتساعد في بقاء إنستغرام في صدارة الشبكات الاجتماعية.